راجع إخلاصك قبل أي مشروع تريد عمله
ما نيتك من عمل هذا المشروع ؟؟..
هل أنت مخلص ..إياك أن تتعب وتبيع عملك بكلمة مدح أو ثناء.
ماذا يعني الإخلاص :
الإخلاص :أن تقصد بقولك و عملك و سرّك و علانيتك و حياتك كلّها وجه الله و ابتغاء مرضاته أن تنسى رؤية الخلق فلا ترى إلا الخالق و لا تطلب على عملك شاهد إلا الله و هو سرٌّ بين العبد و ربه لا يعلمه ملك فيكتبه و لا شيطان فيفسده...و هو سبيل النجاة من جميع الفتن .
ماذا يعني الرياء :
الريّاء.. مشتق من كلمة رؤيا يعني أن تكون حريصاً على أن يراك الناس
_جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم و قال له :يا رسول الله أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر و الذكر ؟ما له ؟فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا شيء)فقال الرجل يا رسول الله أرأيت إن خرجت للغزو و أبتغي الغزو و الذكر أعادها ثانية :فقال النبي صلى الله عليه وسلم :لا شيء له ..فأعادها الثالثة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لاشيء له ..ثم قال إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا ً، وابتغى به وجهه
_يقول تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك ،فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فهو للذي أشرك و أنا منه بريء )
ويقول الفقهاء :ينادى يوم القيامة على المرائي بأربعة أسماء : يا مرائي ..يا فاجر..يا غادر..يا خاسر .اذهب فخذ أجرك ممن عملت له فلا أجر عندنا .
بل إن من أصعب الرياء أن يرائي الشاب بتدينه :
و هو أن يصطاد المرء الدنيا بعمل الآخرة فلقد ورد أن عليّا رضي الله عنه ذكر فتناً آخر الزمان فقال له عمر (ر):متى ذلك يا عليّ ؟قال :إذا تفقه لغير الدّين و تُعلِّم العلم لغير العمل ،و والتمست الدنيا بعمل الآخرة .
حكم العمل الذي فيه رياء:
النوع الأول :إذا أشركت في أصل العمل يعني تفعل ليراك الناس هذا النوع عمله كبيرة و معصية النوع الثاني :إذا حصل أثناء العمل رياء يعني أصل العمل إخلاص دخل عليه بعض الرياء يقول العلماء أمر جميل يحصل فيه مقاصة و معنى مقاصة ؟أي لو كان حجم الإخلاص في هذا العمل أكبر من حجم الرياء يطرح الاثنان من بعضهما و تأخذ الثواب بحجم الفرق فلو كان إخلاصي بحجم ريائي فلا ثواب و لا عقاب و لو كان الرياء أكثر من الإخلاص يطرح الرياء من الإخلاص و الفرق عقوبة تحاسب عليها يوم القيامة .
ما هو الحل ؟؟؟؟:
لكن من رحمة الله بنا ..أن جعل كلمة واحدة في أذكار الصباح و المساء من يقولها ينجو من الرياء وهي :
( اللهمَّ إني أعوذ بك من أن أشرك بك شيئا أعلمه ، و أستغفرك لما لا أعلم )
بل إن الإخلاص أن تتهم نفسك دائما بالرياء
الإخلاص ...أن تفتقد دائما رؤية الإخلاص...
العمل لأجل الناس ..رياء،و ترك العمل مخافة الرياء.... رياء
وصفة للإخلاص :
_راجع النيَّة دائما ( ربَّ عمل صغير تعظمه نيَّة )
_الدعاء بالإخلاص_
تذكر دعاء النجاة من الرياء و هو
( اللهمَّ إني أعوذ بك من أن أشرك بك شيئا أعلمه ، و أستغفرك لما لا أعلم )
_اجعل لك طاعة خفية لا يعلمها أحد ابق دائما قدوة و لا تخفي طاعتك التي يمكنك من خلالها هداية النَّاس .......أخلص عملك لله الواحد الصمد ..الذي ينصرك إذا غلبت ..و يعزك إذا ذللت ..و يفتح لك بابه إذا غلِّقت الأبواب ..و انقطع الرجاء من الأهل و الأحباب .
بل يا من تعمل لتنال محبة الناس؟؟
...إن القلوب بيد الله يحركها كيف يشاء فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إن الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء.)
و قال أيضاً من أرضى الله بسخط الناس ،رضي الله عليه و أرضى عنه الناس ، ومن أسخط الله برضا الناس ،سخط الله عليه و أسخط عليه الناس )
و قال بعض الفقهاء :أحسن سريرتك يحسن الله علانيتك ،و أصلح فيما بينك و بين الله يصلح فيما بينك و بين الناس ،واعمل لآخرتك يكفك الله أمر دنياك ،بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ، و لاتبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا،إيّاك و العجب فإن العمل الصالح لا يرفع و فيه عجب ، دينك لحمك و دمك ،ابك على نفسك و ارحمها ،فإن أنت لم ترحمها لم ترحم ...
( اللهمَّ إني أعوذ بك من أن أشرك بك شيئا أعلمه ، و أستغفرك لما لا أعلم
المراجع :
مدارج السالكين :سارية الرفاعي
مجلة نهج الإسلام
اصلاح القلوب :عمرو خالد
يقول الله تبارك و تعالى : الإخلاص سر من أسراري استودعته قلب من أشاء من عبادي
بالإخلاص يكتب لكل إنسان حسن الخاتمة......
لتكون مخلص تذكر النية قبل أي عمل ........
النية تحول العادات .........إلى عبادات
يتحدث الإمام الغزالي في كتابه جدد حياتك عن الإخلاص
فيقول:
إن أولى هدايا الرياء إلى ذويه أنهم يسلبون نعمة القرار وراحة البال و انهم يضحون بمصالحهم الخاصة
في سبيل استرضاء المتفرجين عليهم و الناظرين إليهم
وربما أخذ ممثلوا المسارح أجورا كبيرة على الأدوار التي يقومون بها أما أولئك المراءون وهم ممثلون في غير مسرح
فإنهم يدفعون من أموالهم وسعادتهم ما يظنونه ثمنا لاسترضاء الناس و نيل إعجابهم.......
و الناس قد يرمقون هذه الأعمال وقد يعلقون عليها بكلمات من أطراف شفاههم ولكنهم في صميم أنفسهم مشغولون بمطالبهم و مآربهم وهي مطالب تستغرق انتباههم ولا تترك بقية يفرح بها أولئك المراءون المستغفلون
ولو أقبل المرء على ربه يستلهمه ويستعين به لوفقه الله إلى ما يريد
وما أقبل عبد بقلبه على الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود و الرحمة وكان الله إليه بكل خير أسرع
المخلصون هم الذين إذا حضروا لم يعرفوا و إذا غابوا لم يفتقدوا كالجذع من الشجرة يمدها بالغذاء وهو في باطن الأرض لا تراه العيون وكالأساس من البنيان يختفي في الأعماق وهو الذي يمسك البناء أن يزول ..
المخلصون يؤثرون الخفاء على الشهرة وعمل السر على عمل العلانية تجنبا للرياء طالبين رضا الله دون رضا الناس...
اللهم ارزقنا الإخلاص في كل قول أو عمل