لقبه بطل على الصليب
اسمه خبيب بن عدي ، احفظوا جيدا هذا الاسم الجليل
احفظوه ، أنشدوه ، فإنه شرف لكل انسان ... من كل دين ، ومن كل مذهب ... ومن كل جنس ، وفي كل مكان
إنه من أوس المدينة وأنصارها .
تردد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مذ هاجر إليهم ، وآمن برب العالمين .
كان عذب الروح ، شفاف النفس ، وثيق الإيمان ، ريان الضمير .
كما وصفه حسان بن ثابت شاعر الإسلام :
صقر توسط في الأنصار منصبه سمح السجية محضا غير مؤتشب
ولما رفعت غزوة بدر أعلامها ، كان هناك جنديا باسلا ، ومقاتلا مقداما .
لأول مرة في تاريخ العرب يصلبون رجلا ثم يقتلونه فوق الصليب ..
لقد أعدوا من جذوع النخل صليبا كبيرا أثبتوا فوقه خبيبا ..
وشدوا فوق أطرافه وثاقه .. واحتشد المشركون في شماتة ظاهرة .. ووقف الرماة يشحذون رماحهم .
وجرت هذه الوحشية كلهما في بطء مقصود أمام البطل المصلوب .. ! !
لم يغمض عينيه ، ولم تزايل السكينة العجيبة المضيئة وجهه .
وبدأت الرماح تنوشه ، والسيوف تنهش لحمه .
وهنا اقترب منه أحد زعماء قريش ، وقال له :
" أتحب أن محمدا مكانك ، وأنت معافى في أهلك " .. ؟ ؟
وهنا لا غير ، انتفض خبيب كالإعصار ، وصاح في قاتليه :
" والله ما أحب أني في أهلي وولدي ، معي عافية الدنيا ونعيمها ، ويصاب رسول الله بشوكة " ..
نفس الكلمات العظيمة الشاهقة التي قالها صاحبه زيد بن الدثنة وهم يهمون بقتله .. ! ! نفس الكلمات الباهرة الرائعة الصادعة التي قالها زيد بالأمس .. ويقولها خبيب اليوم .. مما جعل أبا سفيان ، وكان لم يسلم بعد ، يضرب كفا بكف ويقول مشدوها :
" والله ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا " ... !!