لا تُقنط أحدا من رحمة الله

لا تُقنط أحدا من رحمة الله

قال صلى الله عليه وسلم : (( كان رجلان في بني إسرائيل متواخيان ، وكان أحدهما مذنباً، والأخر مجتهداً في العبادة، وكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب ، فيقول : أقصر ، فوجده يوما على ذنب، فقال له : أقصر . فقال : خلني وربي ، أبُعثت علّيا رقيبا ؟؟ .. فقال : والله لا يغفر الله لك ، أو لا يدخلك الله الجنة ، فقبض روحهما ، فاجتمعا عند رب العالمين ، فقال لهذا المجتهد : أكنت بي عالما ، أو كنت على ما في يدي قادراً ؟ وقال للمذنب : اذهب فادخل الجنة برحمتي ، وقال للآخر : اذهبوا به إلى النار )) ..

اعلموا أيها الأخوة : أن الهداية منحة ربانية يقذفها الله في قلب من يشاء من عباده ... والإنسان لا يملك هداية لنفسه فضلا عن أن يملك هداية لغيره ، فقد قال الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : )إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ( .

فإذا أنعم الله عليك بنعمة الهداية فاسجد لله شكرا ً على أن هداك ويسر لك الهدى ، وإذا رأيت عاصيا فما عليك إلا أن تتذكر قول الله تعالى : )كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم فتبينوا إنّ الله بما تعملون خبيراً (.

واعلم علم اليقين أنك لا تدري بم يُختم لك وله ... فقد يُختم لهذا العاصي بخاتمة أهل السعادة بأن يوفقه اله في آخر أيامه إلى توبة صادقة تمحو كل ذنوبه وآثامه بل وتبدل سيئاته كلها إلى حسنات ... وتأمل معي هذا الحديث لتعمل يقينا أن العبد لا يعرف خاتمته وعليه ألا يأمن على نفسه حتى يضع قدمه في جنة الرحمن – جل وعلا- قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ، ثم يُختم له عمله بعمل أهل النار ، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ، ثم يُختم (له) عمله بعمل أهل الجنة )) . وهو حديث صحيح

وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ، وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس ، وهو من أهل الجنة ))

وقال الإمام البخاري : (( وإنما الأعمال بخواتيمها ))